العرض في الرئيسةفضاء حر
ارشيف الذاكرة .. قصتي مع القات .. شهادة لصالح “المقاوتة”
يمنات
أحمد سيف حاشد
- أسواق القات تكتظ بالأيمان و بالناس .. البائع يمطر كل زبون بألف يمين و ألف طلاق .. دون دمار دون خراب .. لغو يتلاشى كسراب .. لا فتوى فيها و لا كفارة .. الويل لك ثم الويل من إيمان يتخاتل .. يتلصص في لج الليل .. الويل لك من وعد و عهد منكوث، و أيمانا يطلقها الأوغاد .. غبي من صدّقها..
- أيمان القات مهما ثقلت وطأتها، و صارت بثقل الفيل .. مهما انتفخت كالمنطاد، تظل أخف وزنا من خف حنين .. أخف من وزن الريشة .. و دون بألف من ويل الساسة، و مكر الأوغاد .. مكر الأوغاد أشد غلظة .. أيمان القات بنا أرأف بالمليون من فتوى شيخ المعبد .. رب المعبد شيخ زاهد، يلقي بكوارثه كرما في وجه الناس..
- يمين الوغد سحقا مَحقا لا ترى منه يوما خيرا .. مهما كدّيت بحثا عنه حد الإعياء و نفاذ الصبر .. لن تجد إلا خيبة بطعم العلقم .. يطلق وعدا دون وفاء .. يعاهدك ثم يخون في نفس اللحظة، قبل جفاف الحبر على البردة، و إن طال باله و تعمم حكمة، يمكر فيك قبل مرور العام .. إن ضيّقت عليه أشربك السم الناقع .. عهد الوغد لا تأمنه مهما غلظ العهد .. الوغد مملوء بالمكر .. مسكونا بالحيلة يتنفس كذبه .. يمين الوغد مقلب ماكر لن تنساه مهما حييت..
- ندم يحتلك من رأسك إلى قاع القدمين، يستولي على ما بقي لك من عمر وحياة و حنين .. الوغد ينفذ من أنفاسك و مسامك .. يخترقك كالريح الأحمر .. يتسلل تحت الجلد، و لا ينفك منك إلا و نزع عنك اللحم و عض العظم .. يقتاتك بشهية ضبع جائع..
- ندم جم يلاحقك كلعنة فرعون .. سم لا يكف عن السريان حتى تغادر روحك خلف الشمس .. معروفك مهما تراكم، و بدا مثل الجبل الضخم، يسحقه الوغد من أول يوم، بل من أول وهلة تمكين..
- وعد الوغد آنية زهور .. يرميها من سابع دور عند أول طلعة .. الوغد تصافحه و تستودعه سلاما باسم الرب، بعد ثوان تتفقد نفسك، و عمّا ضاع منك، و ما الناقص فيك؛ فتجد نفسك مقطوع اليد، و مهدود الحيل..
- أيمان القات تنفذ من جعبة صاحبها في ساعة أو بعض من يوم .. تتلاشى كخيط دخان .. و لا كأن ما كان في يوم كان .. أيمان الأوغاد و الساسة دستورية بتأصيل “فقهي ديني”، فيها سلب للروح .. تجريف للوعي و غصب متوحش لإرادة أمة باسم الله..
- الوغد يتسلل تقية .. يخدعُنا حتى يصل البغية .. يصير الطُهر مبغى .. يتفرعن أكثر من فرعون .. يقتل .. ينهب .. يفسد .. يتصحّر في وجه ماء الوجه .. يتصخّر في وجه الناس .. يسود الأمة بالغلبة..
- يأخذ ما يعجبه من الدستور، و ما راق له من القانون .. و تحتفل الحشرات بطنين و ضجيج يتلاشى فيها صوتك .. ينفجر بوجهك .. يحطم أضلاعك .. يهرس عظام الساقين .. يكسر رأسك نصفين .. و إن كان القانون ضده، رماه في مزبلة نتنة؛ و قال: هذا القانون رميم .. هذا القانون دميم لا يعنينا البتة..
- يبدأ صلواته باسم الله .. يأخذ دارك في الدنيا، و يهديك قبرا بدلا عنه .. بات القبر أغلى من بيت في الزمن الماضي .. لا يظفر في القبر إلا من كان سعيدا صاحب مال أو ضربة حظ .. يوعدك بالدار الثاني، و يمنّ الشعب بأماني الوهمٍ، و الغيث سرابا في أنفاس القيض..
- تشتعل الصحراء بالحر و بالقيض .. تنتصر الخدعة تلو الخدعة، و يحتفل المنتصرون بالنصر الجاثم على حطام و أحلام الناس .. تقع من رأسك، و ترتطم بالصخر الصلد .. تكتشفَ كم كنت غبيا .. كم كنتَ ضريرا .. كم بلغ فيك العته .. عليك يا هذا أن لا تُخدع، و أن لا تُلدغ من جحر الأفعى أكثر من مرّة..
- أيمان الباعة للقات، تتم دون تلفزة أو بث .. دون خسران أو ضجة إعلام .. الساسة على أطياف البث يبثون الدجل اليومي و الناس جياع .. كل سياسي يدعمه ألف سفيه يقتات من مال الشعب، و نزيف الروح .. التعيين لا ينفذ دون يمين .. الساسة بألف قناع، و أوغاد الأوغاد من الخلف يديرون المشهد عن بُعد بالموت و بالدم و الغلبة..
- البائع يحلف أيمانه و يده على قاته أو دونه، فيما الساسة يضعون أيديهم على القرآن .. يحلفون الأيمان دون أن تهتز لأحدهم شعرة .. كفوفا تثقلها الآثام، و أصابع مجذومة تتمطى كتاب الله .. تُستعمر بالدين و بالغلظة .. شعب مغدور بإيمان الساسة و فتاوى رجال المعبد..
***
يتبع..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.